زيارة رئيس الصومال لأسمرة.. الأهداف والدلالات

الصومال الجديد

آخر تحديث: 28/07/2018

[supsystic-social-sharing id="1"]

مقديشو – وصل الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو والوفد المرافق له  إلى العاصمة الاريترية أسمرة في زيارة تاريخية تستغرق مدة ثلاثة أيام، وهي أول زيارة يقوم بها رئيس صومالي لاريتريا منذ حصولها على الاستقلال من إثيوبيا عام 1993.

وقال وزير الإعلام الصومالي طاهر محمود غيلى أن زيارة فرماجو لأسمرة تمثل بداية فصل جديد للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين. ومن المتوقع أن يناقش الرئيسان خلال الزيارة عددا من الملفات، من بينها تعزيز العلاقات الثنائية وأوجه التعاون في المجالات الأمنية والاقتصادية.

تأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه منطقة القرن الأفريقي تطورات ملموسة تمثلت في اتفاقية السلام التي توصلت إليها إثيوبيا واريتريا في التاسع من شهر يوليو الجاري لحسم قطيعة دامت بين البلدين منذ عقدين من الزمن. وجاءت هذه الاتفاقية نتيجة جهود بذلتها دولة الإمارات العربية المتحدة في المصالحة بين إثيوبيا واريتريا، وهي -كما يبدو- تؤثر إيجابيا على أمن واستقرار المنطقة برمتها.

وتعتبر التحولات الجديدة في المنطقة فرصة ذهبية بالنسبة للصومال؛ الذي عانى طيلة العقود الثلاثة الماضية من تدخلات دول الجوار. وأصبح الصومال ضحية النزاعات بين إثيوبيا واريتريا، عندما تحول إلى حلبة صراع يتناحر فيها وكلاء الدولتين، مما أثر سلبا على الوضعين السياسي والأمني في البلاد.

ويوصي المحللون بأنه ينبغي للصومال أن لا يفوته القطار في هذا الظرف الذي تتشكل فيه تحالفات جديدة في المنطقة، للحصول على ضمانات من دول الجوار بوقف التدخل في القضايا الداخلية، مما يمكن أن يؤدي إلى ترتيب البيت الداخلي، وتتجه البلاد لصناعة مستقبل أفضل ومشرق.

تأتي زيارة الرئيس الصومالي لأسمرة تلبية لدعوة تلقاها من نظيره الاريتري، وذلك ضمن مساعي اسمرة الجديدة الهادفة إلى الخرج من العزلة السياسية، وخاصة فإن الرئيس الاريتري بعد توصل بلاده إلى اتفاقية سلام مع جارتها اللدودة إثيوبيا يركز على رفع العقوبات الدولية المفروضة على بلاده من قبل مجلس الأمن الدولي منذ عام 2009، بسبب الاتهامات المتعلقة بدعم الجماعات الإسلامية المسلحة في الصومال، وبالتحديد حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة.

يذكر أن الزيارة تتزامن مع وقت يدرس أعضاء مجلس الامن الدولي اجراء مناقشات ومشاورات لتحديد الظروف التي يمكن بموجبها رفع العقوبات الدولية عن أريتريا في ضوء المصالحة بين أسمرة وأديس أبابا. وبحسبب مصادر صحفية فإن رئيس لجنة الجزاءات المعنية بالصومال وإريتريا، السفير الكازاخي خيرات عمروف، سيقدم الاثنين المقبل إحاطة إلى المجلس عن أعمال اللجنة، تليها مشاورات مغلقة. كما يقدم عمروف للمجلس ملاحظاته بعد زيارته التي استمرت من 4 إلى 10 يوليو الجاري إلى كل من جيبوتي وكينيا والصومال وإثيوبيا، حيث رافقه ممثلون من إثيوبيا والكويت وهولندا والسويد والدول الـ 4 أعضاء غير دائيمن بمجلس الأمن. ولم يتمكن الوفد من زيارة إريتريا.

وأكد النائب أيوب اسماعيل يوسف عضو مجلس الشيوخ الصومالي للصومال الجديد أن زيارة الرئيس فرماجو تحمل في طياتها مبادرة سلام للوساطة بين اريتريا وجيبوتي، وكانت هذه المبارة ضمن توصيات قدمتها لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الصومالي للرئيس الصومالي قبل توجهه إلى أسمرة، ومعلوم أن جيبوتي كانت تبحث في الآونة الأخيرة عن طرف ثالث يقوم بالوساطة بينها وبين أسمرة، لإنهاء التوتر القائم على النزاع الحدودي بين الدولتين، وسبق أن رفعت جيبوتي طلبا بهذا الخصوص إلى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، كما جاء في مذكرة مسربة بعثت إليه جيبوتي عبر مندوبها لدى الأمم المتحدة في تاريخ 11 يوليو.

 

قضايا ساخنة

هل تستمر الدوحة في التأثير على الانتخابات الصومالية بالمال السياسي؟

المرشح البغدادي في حديث خاص للصومال الجديد

بعد أربع سنوات من الدور السلبي في الصومال: قطر تحاول تلميع صورتها

خطاب الرئيس دني .. مخاوف وأسرار

الاتفاقيات حول النفط الصومالي .. تقض مضاجع الخبراء في الصومال