ثلاثة أسئلة لأبناء التيّار الإسلامي في تونس

Imprimer
Publié le Mardi 12 Avril 2016 à 16:16
Un article du chercheur et universitaire, Sami Brahem, paru en 2007, sur le journal électronique, Kalima, sous l’intitulé Trois questions aux enfants du courant islamiste en Tunisie, mais dont la problématique est toujours d'actualité, interpelle le mouvement Ennahdha sur trois points : la dualité ou le double-langage, la voie du changement et la pensée et la réforme. L’auteur qui republie ce mardi 11 avril ce texte sur sa page officielle facebook incite le mouvement islamiste à une autocritique profonde à l’approche de son dixième congrès.

Lors de sa parution sous l’ancien régime il y a 9 ans de cela, cet article a été vivement critiqué par les islamistes et a valu à son auteur d’être arrêté et interrogé pendant des heures, comme il le souligne lui-même. Ci-après le texte dans son intégralité dans version originale :


Sami Brahem
ليس بإمكان الإنسان أن يحيى ما لم تكن له القوّة على تحطيم جزء من ماضيه ونسيانه ...و يلزمه من أجل هذ أن يجرّ هذا الماضي إلى محاكمة قاسية و يدينه في النّهاية إذ كلّ ماض جدير بالإدانة لأنّ كلّ ما يصدر عن الإنسان كان خاضعا على الدّوام للقدرة الإنسانيّة و وهنها...  فنيتجة اعتبارات لازمانيّة II

**تصدير 2

وحدها الشّجرة الطيّبة الثّابت أصلُها و المعانقُ فرعُها عنانَ السّماء قادرة على التخلّص من أوراقها الصّفراء وأغصانها اليابسة لتثمر من جديد، أمّا تلك التي اجتثّت من فوق الأرض ما لها من قرار فكلّ ريح تعصف بها تحيلها إلى أعجاز منقعر !

 الإسلاميون في تونس واقع بشري و سياسي لا يمكن بأيّ حال من الأحوال تجاهله مهما كان تقيمنا للظّاهرة الإسلاميّة و أداء المنتمين إليها طيلة العشريّات الفارطة ، لذلك فمن واجب المتابعين للشّأن التّونسي العام سواء كانوا من دعاة القطع مع الإسلام السّياسي و تجفيف منابعه أو من أنصار الحوار و التّواصل معه أن يسائلوا هذا التيّار و يدفعوه للإفصاح عمّا في ضميره من تصوّرات ورؤى تعبّر عن وعيه الجمعي بعيدا عمّا تقتضيه السّياسة من تصريحات ظرفيّة أو خطابات قد لا تعكس تقدّما حقيقيا في تمثّل قضايا الواقع و رهاناته.

لذلك ارتأينا صياغة هذه الأسئلة من منطلق الحسّ الوطني و الهاجس المعرفي
 

سؤال الازدواج
إنّ إثارة إشكاليّة الازدواج في مقاربة الإسلام السّياسي عموما و التيّار الإسلامي في تونس على وجه الخصوص ليس تهمة سياسيّة يُقصد بها الإقصاء أو التّشويش على أتباع الجسم الأمّ للحركة الإسلاميّة التّونسيّة " حركة النّهضة " بل الازدواج واقع موضوعيّ يشهد به كلّ منصف نزيه سواء من أنصار هذا التيّار أو من المتابعين المحايدين ، و لا يعبّر هذا الازدواج بالضّرورة ــ إذا ابتعدنا عن التّفسير التّآمري ــ عن سوء نيّة مبيّتة أو نفاق سياسيّ مقصود من لدن منظوري هذا الجسم السّياسي بل يعكس حالة دراماتيكيّة من التمزّق بين منظومتين قيميّتين مختلفتين و عسر اندماج العقل الحركي الذي يصدر عن مرجعيّة وسيطة في المنظومة السّياسيّة و المعرفيّة المعاصرة. إنّ مظاهر هذا الازدواج متعدّدة و تتفاوت حدّتها و دراماتيكيّتها بتفاوت أثرها في الواقع ، ولعلّ من أبرز هذه المظاهر 

* الازدواج التّنظيمي الذي يشدّ أبناء هذا التيّار إلى منظومتين سياسيّتين متباينتين تقوم الأولى على الولاء السّياسي العقائدي إلى الجماعة بمقتضى عقد بيعة سرّي يؤدّيه الأعضاء ــ المختارون وفق اعتبارات خاصّة ــ و يُقسِمون فيه على الطّاعة و الولاء، بينما يقوم الثّاني على حسّ مدني و انتماء سياسي علني وفق القناعات الذّاتيّة واعتبارات المصلحة الاجتماعيّة تنظّمه القوانين والأعراف و يخضع للمساءلة والمتابعة من الرّأي العامّ

.* السريّة و العلنيّة و هما من مظاهر الازدواج التنظيمي، و من تبعاتهما وجود هياكل معلنة لا تعدو أن تكون في غالب الأحوال واجهة للمخفيّ و تفتقد لسلطة القرار والتّنفيذ و أخرى سريّة تُحسم في داخلها الخطط و القرارات وفق تراتبيّة تنظيميّة تعكس واقع الاستلاب التنظيمي و تحول دون تبادل الخبرات و النّقد و مراكمة الفعل السّياسي.

إنّ التعلّل بالوضع السّياسي لا يستقيم حسب تقديرنا بأيّ حال من الأحوال لتبرير هذا الازدواج لأنّه إن كان لا بدّ في السّياسة من النّضال و التّضحية فإنّ السّلوك السّياسي المدني العلني أحرى أن تُخاض من أجله النّضالات التّضحيات.

* الازدواج الفكري : كثيرا ما يشيد المتابعون لخطاب الحركات الإسلامية في الوطن العربي بتطوّر ذلكم الخطاب في تونس و هو تقويم غير دقيق حسب تقديرنا لعدم توفّر المعطيات التي تؤكّد أنّه يعكس وعيا جمعيّا بل قصارى ما يعبّر عنه بعض الفلتات هنا و هناك صيغ بعضها في سياق إكراهات سياسيّة عَجِلَة فضلا عن أنّ واقع السريّة وانعدام الحوار الجماعي بين منظوري هذا التيّار لا يسمح بتبيّن صدقيّة التطوّر الحاصل، لذلك لا نستغرب احتضان الحركة الإسلاميّة التّونسيّة لخليط غير متجانس من الأفكار و القناعات التي تتراوح بين " الثوريّة و الإصلاحيّة ، التّقليديّة والاجتهاديّة ، الماضويّة و الحداثيّة ، التّماميّة والانفتاحيّة ، الحَرفيّة و المقاصديّة ... " و تنكشف هذه التّناقضات كلّما طرحت في السّاحة مسألة فكريّة أو سياسيّة خلافيّة. و لا يعبّر هذا الخليط حسب تقديرنا عن تنوّع و تعدّد في المقاربات بقدر ما يعكس تداخلا وتراكما غير منظّم للمرجعيّات و المفاهيم و المصطلحات، ويزداد الوضع تأزّما إذا صدر هذا التّداخل العجيب عن صاحب الخطاب الواحد حسب مقتضيات السّياق.

فهل بإمكان أبناء التيّار الإسلامي التّونسي الانفلات من الحلقة المفرغة العبثيّة لهذا الازدواج و تنفّس هواء نقيّ تحت شمس تونس السّاطعة بعيدا عن رطوبة الخلايا السريّة و حلقات الشّيوخ العارفين ؟

سؤال منهج التّغيير
لا يمكن أن ينكر إلا مكابر أو مغالط معاند أنّ التيّار الإسلامي في تونس رغم إعلانه منذ تأسيسه عن تبنّي النّهج الإصلاحي السّلمي في التّغيير ــ عبر الوسائل الدّعويّة والتربويّة و الثّقافيّة والخيار السّياسي الدّيمقراطي ــ فقد راهن في المقابل مثله مثل غيره من حركات التحرّر اليساريّة و القوميّة على الخطّ الثّوري العنيف باعتباره إحدى خيارات التّغيير المطروحة أمامه إذا فشلت الخيارات الأخرى. و كان لهذا التردّد بين الخيارين تبعاته المدمّرة طيلة العشريّة الفارطة. إنّ العماء السّياسي و سوء التّقدير والتهوّر الذي انتهجه من كانوا في موقع القرار قد كلّف البلاد طيلة ما يقرب من عشريّتين من الزّمان انسدادا في الأفق السّياسي و تعثّرا للمسار الدّيمقراطي فضلا عن حرمان المجتمع من فرصة الاستفادة من الطّاقات الخلاقة والصّادقة للآلاف من أبناء هذا الشّعب من الإسلاميين الذين كانوا في طليعة كوادره النّاجحة و خبراته المتميّزة ، كما ساعد على ذلك الانزلاق السّياسي الخطير من الخيار السّلمي المدني إلى نهج المغامرة والمجهول قابليّةُ قواعد التيّار الإسلامي للامتثال و الانقياد " بفضل " عقد الطّاعة السّياسيّة الذي كان يربطهم بالتّنظيم و خطاب التّعبئة والشّحن العاطفي والتوظيف العقائدي ممّا أفضى في نهاية الأمر إلى كارثة إنسانيّة واجتماعيّة لم تشهد تونس مثلها في تاريخها المعاصر : آلاف من السّجناء و الفارّين و المهمّشين والمُفَقَّرين والمقصيّين و المقموعين و المقهورين و المرضى و المعاقين و المحبطين وفاقدي السّند و من قضوا نحبهم ... و لا يُسأل عن هؤلاء أصحاب القرار في المؤسّسات الرّسميّة و من اقترفت أيديهم الآثام فحسب بل كذلك أصحاب القرار من داخل التيّار الإسلامي نفسه الذين قدّموا المسوّغات الموضوعيّة لانتهاج السّياسة الأمنيّة من طرف الدّولة. إنّ ما يُنشر من حين لآخر تحت عنوان النّقد الذّاتي ليس بالعمق و الشّفافيّة التي تفضي إلى مصالحة مع الذّات و المجتمع إن هي في واقع الأمر إلاّ ضرب من التّرقيع و لملمة الأمور بشكل لا يفي بمتطلّبات المصالحة مع الذّات و التّاريخ.

كيف لا و من يتصدّرون واجهة الفعل و الخطاب ليسوا في حقيقة الأمر إلاّ أولئك الذين قادوا البلاد والعباد إلى تلك الكارثة بينما كان يُفترض أن يُنسج على منوال الدّيمقراطيّات الحقيقيّة التي يخلد فيها للنّقد و المراجعة من يخطئون في حقّ شعوبهم بالتّقصير أو الإهمال أو سوء التّقدير بعد المساءلة.

فهل بإمكان أبناء التيّار الإسلامي اليوم تجاوز مشاعر الإحباط و الإحساس بالغبن للمساهمة من جديد في الفعل الاجتماعي المدني السّلمي للمساهمة مع غيرهم في ترسيخ قيم المواطنة و الحريّات العامّة و الأساسيّة و الذّود عنها ضمن المتاح راهنا و الخروج من حالة الموت السّريري و الحضور الزّائف في واجهات الإعلام ؟

ـ سؤال الفكر و الإصلاح
عادة ما تتهافت الحركات السّياسيّة التي لا تمتلك مشروعا مجتمعيّا واضع المعالم على حضور مجهريّ على هامش دوائر القرار الرّسمي و ذلك لتُثبّت وجودها باعتبارها واقعة سياسيّة. أمّا الحركات التي تزعم امتلاك مشروع بديل و تصوّر شموليّ ــ مثل الحركة الإسلاميّة ــ فالأصل أن لا تعرض نفسها على محكّ المعترك السّياسي حتّى تمتلك شروط النّضج و البدائل الجديّة التي تعكس إرادة منظوريها و وعيهم و تحظى بقبولهم و حماسهم للفعل في إطارها في أجواء من الشّفافيّة و الدّيمقراطيّة، و يتطلّب كلّ ذلك بالنّسبة إلى التيّار الإسلامي التّونسي حسب تقديرنا التخفّف ما أمكن من رهانات الفعل السّياسي المباشر و ما يقتضيه من تنظّم و تنافس و تدافع لفائدة استنفار كلّ الطّاقات الوطنيّة من داخل هذا التيّار أو خارجه للانخراط بجديّة و فاعليّة في استئناف مشروع التّنوير الذي دشّنته الحركة الإصلاحيّة في تونس إبّان القرن 19 م على اختلاف مكوّناتها عوض الارتهان إلى وعي حركي وافد و أدبيّات سياسيّة ليست في نهاية الأمر سوى استجابة تاريخيّة موضوعيّة لحاجات الواقع الذي أنتجها والإكراهات التي فرضت عليه

لقد كان يفترض أن يكون استبدال التيّار الإسلامي التّونسي اسم حركة الاتّجاه الإسلامي باسم حركة النّهضة نقلة نوعيّة في الوعي بمسألة الإصلاح و التّنوير و ما يتطلّبانه من استنفار كلّ الطّاقات للمساهمة في استئناف حركة الإصلاح و النّهوض ، لكن يبدو أنّ العمليّة لم تكن إلاّ مجرّد استجابة لإكراهات سياسيّة و ليس اختيار اسم النّهضة إلاّ ضربا من التّطاول و السّطو على خطاب حركة النّهضة العربيّة الذي أنتجه أجيال من العلماء و المفكّرين الأفذاذ الذين بقوا مجهولين أو متّهمين لدى القاعدة الواسعة من أبناء الحركة و قياداتها.

إنّ انتهاج مسلك القفز على الواقع و حرق المراحل و المراهنة على أنّ " الله يزع بالسّلطان ما لا يزع بالقرآن " هو ضرب من التّهافت يوقع حسب تقديرنا في التّلفيق والتّرقيع و الدّغمائيّة والازدواج و ملاحقة الواقع عوض صنعه حتّى إذا توفّرت فرصة الارتقاء إلى موقع النّفوذ و التّنفيذ كانت الكارثة التي تعود بالويل على أولئك الذين أُرِيدَ إنقاذُهم . إنّ المراهنة على أولويّة الثّقافي على السّياسي ليست استقالة سياسيّة و لا هروبا من الفعل في الواقع بل احترام للذّات و ادّخار لرصيدها و طاقاتها على الفعل في المستقبل بعد استجماع شروط النّضج و الوعي بمتطلّبات الواقع.

فهل بإمكان أبناء التيّار الإسلامي أن ينخرطوا في مسار الإصلاح والنّقد والإبداع والاجتهاد النّوعي والتّجديد الفكري بعيدا عن المهاترات السّياسويّة الدّغمائيّة التي تحرّكها الغرائز وأحلام الواقفين على الأطلال لاستعادة الرّصيد القديم، وأن يجتهدوا للمشاركة مع الجميع في استئناف مشروع النّهضة ؟

إنّ ما يدفعنا إلى طرح هذه الأسئلة على الإسلاميين بصفة خاصّة هو الانطباع الحاصل لدينا أنّ التيّار الإسلامي في تونس ظاهرة صحيّة واستجابة ضروريّة تلقائيّة لحاجات اجتماعيّة وثقافيّة وسياسيّة واقتصاديّة ملحّة ستبقى قائمة الذّات طالما لم تنهض الدّولة الوطنيّة والنّخب والمجتمع بهذه الأعباء، كما تأكّدت لدينا قناعة يؤكّدها الواقع أنّ أبناء هذا الشّعب الطيّب من الإسلاميين والإسلاميّات قادرون لو تجاوزوا العوائق الذّاتيّة الهيكليّة والتّركة الثّقيلة من التّجارب السّابقة وتوفّر مناخ الحريّات في البلاد أن يكونوا رصيدا بشريّا للإصلاح والتّنمية ودعم المكتسبات وتحصين المجتمع وحماية الحقوق والحريّات وتوفير الضّمانات الماديّة والمعنويّة التي تشجّع المجتمع السّياسي والمدني على انتهاج مسار الدّيمقراطيّة التّوافقيّة التي يتقاسم فيها الجميع الأعباء والمنافع.

إنّ المسؤوليّة الأخلاقيّة للمثقّف ـ الذي نشأ في رحاب جامعة وطنيّة لم تضنّ على مرتاديها بالعلم النّافع والمعرفة النّقديّة ـ تقتضي حسب تقديرنا ـ بعد أن انخرط سنوات في مناكفة الدّولة والخصوم السّياسيين وتبنّي منهج التّغيير الشّمولي والسّلوك الثّوري ـ أن يحمل على عاتقه المساهمة في بناء تعاقد اجتماعي يرسّخ الثقة بين كلّ مكوّنات الوطن ويؤسّس لحوار وطني بنّاء يخفض فيه الجميع الجناح لمخالفيهم دون الحرمان من حقّ النّقد البنّاء وفضّ المسائل العالقة.

إنّ العزلة بين الدّولة وجزء من مكوّنات المجتمع ـ ضاقت أو توسّعت ـ لا يمكن إلاّ أن يخدم الأطماع الخارجيّة ويدفع إلى انتهاج الحلول السّهلة من كلى الطّرفين لفضّ إشكالات الدّاخل عبر الاستنصار بالخارج مهما كان الشّكل والموقع والمبرّرات والأهداف. لقد بيّنت الأحداث السّياسيّة الرّاهنة في العراق وفلسطين ولبنان أنّ إضعاف الدّولة للمجتمع وإضعاف المجتمع للدّولة ليس إلاّ رصيدا لصالح التدخّل الخارجي إنّ المسؤوليّة الملقاة على عاتق الإسلاميين باعتبار عمقهم الشّعبي ورصيدهم السّياسي ونزوعهم الاجتهادي أكبر من الوعي الرّاهن لديهم، ممّا يدعو إلى استنفار كلّ الطّاقات والمواهب والملكات والموارد البشريّة والذّهنيّة لإهداء هذا البلد الطيّب أفضل ما يمكن أن تنتجه خبرات البشر المتراكمة. إنّ حبّ الوطن الذي استدعى في زمن الحماس الاستعداد للتّضحية بالنّفس والنّفيس لإثبات الذّات السّياسيّة لا بدّ أن يستدعي اليوم جميع الهمم إلى الاشتراك في بناء المعرفة والوعي القادرين على تشكيل الذّات الجماعيّة المنعتقة من إصر الاحتراب الدّاخلي وأغلال الارتهان الخارجي.

سامي براهم

Soyez des journalistes citoyens
Cette rubrique est aussi la vôtre. Si vous souhaitez exprimer vos coups de cœur, coups de gueule ou revenir sur n’importe quel sujet qui vous tient à cœur, un événement qui vous interpelle, vous pouvez le faire en nous faisant parvenir vos écrits en cliquant  ici.
GlobalNet se fera un plaisir de les publier, avec ou sans la signature de leurs auteurs. Vous avez tout à fait le droit de garder l’anonymat ou de signer avec un pseudo.

 

 

Commentaires 

 
-4 #1 4 eme question
Ecrit par Royaliste     26-04-2016 16:17
qui a tué Chokri?
qui a brulé des citoyens a Bab Souika?
qui a mis des bombes dans les hotels?
qui a livré les mosquées aux takfiristes?
qui a obtenus des 'dedomagements' de 1 700 milliards?
 
Ces commentaires n'engagent que leurs auteurs, la rédaction n'en est, en aucun cas, responsable du contenu.