رابطة علماء المغرب العربي تُدين تهديد «السيسي» بالتدخل في ليبيا

أدانت الأمانة العامة لرابطة علماء المغرب العربي، ما أعلنه الرئيس المصري بشأن التدخل العسكري بليبيا تحت ذريعة حماية الأمن القومي المصري.

وقالت الرابطة في بيان لها الخميس، إنها تتابع وباهتمام بالغٍ التطورات في القطر الليبي باعتباره بلدا مسلما ومكوناً أساسياً في اتحاد المغرب العربي، ومن باب قوله سبحانه وتعالى: (وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) البقرة 190، وقول رسولنا الأكرم ﷺ “المؤمنون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم”- أخرجه أبو داود.

ودعا البيان دول الاتحاد المغاربي إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية، والقيام بمبادرات سياسية لدعم الحكومة المعترف بها دولياً من أجل إنهاء الانقسام والوصول إلى حل للأزمة السياسية في ليبيا.

كما دعت رابطة علماء المغرب العربي المجتمع الدولي إلى الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي الليبية وحقن دماء الشعب الليبي.

كما توجهت الرابطة إلى شعوب المنطقة إلى مزيد من اليقظة والانتباه للتصدي السلمي لهذه المخاطر والتهديدات بالاحتجاج والتنديد والتظاهر، قياماً بواجب الإنكار اللساني للاعتداءات على أهل العاصمة الليبية طرابلس والمدن الليبية الغربية عموماً، وما تبعها من الجرائم المروعة التي كشفت عن فظاعتها مؤخرا المقابر الجماعية لرجال ونساء وأطفال.

وأكدت الرابطة إدانتها الشديدة لما أعلنه الرئيس المصري بشأن التدخل العسكري بليبيا تحت ذريعة حماية الأمن القومي المصري، وإذ تحذره من عاقبة هذا العمل الذي يخالف ما ينص عليه ديننا الحنيف وما تؤكده الأعراف الدولية تدعوه إلى ضرورة احترام حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الدول المجاورة، كما تحمله مسؤولية دعم المرتزقة والمليشيات التي تُهدد أمن الليبيين وتخدم الأجندات الخارجية التي تعبث بالشأن الليبي والأمن القومي للمنطقة بأسرها، بحسب البيان.

كما دعت الرابطة جميع الليبيين إلى التحلي بالحكمة والتعقل والعمل على جمع الكلمة ورصّ الصفوف وسد الباب على التدخلات الخارجية السلبية في بلادهم.

يُشار إلى أن رابطة علماء المغرب العربي هي تجمعٌ، علميٌ، دعويٌ، إصلاحيٌ، منظمٌ، يضم مجموعة من علماء الشريعة ببلاد المغرب العربي، تساعدهم لجان تضم استشاريين وخبراء وباحثين في مختلف المجالات، تسعى لتوجيه الأمة الإسلامية وإرشادها، وإيجاد الحلول المناسبة لمشكلاتها، بما يتوافق مع منهج أهل السنة والجماعة وخصائص البلاد المغاربية.

وتأسست رابطة علماء المغرب العربي في 19 ديسمبر 2013 بناءً على توصيات نخبة من العلماء والمشايخ والدعاة من كل من ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا.

وجاء في الإعلان التأسيسي لرابطة علماء المغرب العربي: “امتثالاً لأمر الله تعالى القائل: وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، التقى مجموعة من علماء الشريعة من بلاد المغرب العربي بعد جلسات متعددة للإعلان عن تأسيس رابطة لعلماء المغرب العربي تكون امتدادًا للحركات الإصلاحية في بلادنا”.

وأوضحت الرابطة أنها تسعى إلى “توحيد الكلمة ونبذ أسباب الفرقة والاختلاف وتوجيه الأمة وإرشادها وإيجاد الحلول المناسبة لمشاكلها، بما يتوافق مع المنهج الرحب لأهل السنة والجماعة، وبما ينسجم مع هويتنا الإسلامية المغاربية؛ تحصينًا لمجتمعاتنا من الفكر الدخيل، وتحريرًا لها من كل أشكال التبعية”.

كما تهدف الرابطة، بحسب البيان التأسيسي، إلى “معالجة أسباب الغلو والتطرف ونشر قيم التسامح والوسطية والاعتدال ومكافحة الفقر والجهل والتخلف والظلم والاستبداد وتكريس قيم العدل والحرية والكرامة والسلم الاجتماعي وإحياء معاني البذل والتضحية وحماية الأسرة من التفكك، والطفولة من الإهمال والشباب من الانحراف والمجتمع من الانحلال”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً